-A +A
رشيد بن حويل البيضاني
لم أندهش وأنا أتابع تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاه علاقات المثليين، أو ما تعودنا على تسميته نحن بالشذوذ الجنسي، المخالف للفطرة الإلهية، والغريزة التي وضعها الله في مخلوقاته من الإنسان والحيوان. فهو يرى في هذه العلاقات الجنسية الشاذة «انتصارا للحب كما جاء في تهنئته لهم». ولا أدري أي حب يعنيه، إلا إذا كان حب الانحراف عن السنن الكونية، وهو ما يعكس شذوذا جنسيا عند ممارسي هذه الرذيلة ومرتكبيها، وشذوذا فكريا عند مؤيديها.
منذ أن خلق الله تعالى البشرية وقد جعل من كل زوجين اثنين، وقد نظم الخالق العلاقة بين زوجي البشر، المرأة والرجل، فيما يسمى ويعرف لدينا بالزواج، لإعمار الكون، واستمرارية الوجود الإنساني على هذا الكوكب الأرضي، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.

فالقضية أكبر من إشباع شهوة، وتحقيق لذة، ومتعة تستمر دقائق معدودات، فهذا تجريد لمعنى الزواج السامي وتفريغ له من مضمونه الإلهي، إنما قضيته إعمار كون، وتواصل ذرية ونسل، وإقامة مجتمع صحي سليم معافى، لا مكان فيه للأمراض الوبائية التي جاء بها الشذوذ عن النهج الرباني، كالإيدز ونحوه، ولا مكان فيه أيضا للأمراض المجتمعية والنفسية التي تسوء المجتمعات الغربية المعاصرة، التي آثرت الابتعاد عن القوانين الإلهية.
إنها ردة وانتكاسة للسلوك البشري في العصر الحديث، وبعد آلاف السنين، وقد تجسدت هذه الردة وهذه الانتكاسة في الاعتراف بهؤلاء الشواذ، وإقرار علاقة المثليين: للرجال مع الرجال، والنساء مع النساء.
صدقوني إنها النهاية لهذه المجتمعات الشاذة التي خرجت عن نواميس الكون، فلم تكتف بتدمير الدول، وإبادة الشعوب، وإنما نراها تسعى إلى تدمير الإنسان، صنعة الله التي بث فيها من روحه، وسخر لها الكون كله.